meta charset='utf-8'/>

اذلال الذات بقلم الكاتبة المبدعة دعاء الدليمي

 



يعدُ إذلال الذات أو (جلد الذات) من الأمور التي تشير إلى لوم الإنسان لنفسة؛ لارتكابه سلوكيات خاطئة ويبدأ بلوم نفسه على ذلك، يبالغ في تضخيم أخطائه في نظره نتيجة للإفراط في التقليل من النفس والشعور بالدونية بسبب تعرّض الإنسان لمواقف حياتية مختلفة وعلاقات مؤذية أدت إلى صورة ذاتية مشوّهة، فيصبح لدى الشخص دوافع تجعله يفرط في إيذاء نفسه وتعذيبها في محاولة فاشلة منه لتصحيح سلوكها وتقويمه دون حاجة فعلية لذلك إلا أن هناك اعتقاداً شائعاً بين كثير من الناس أن الإنسان يجب أن يستخدم الشدة إذا ما تعامل مع نفسه، ذلك نتيجة لتصور خاطئ أن نجاح الإنسان في حياته وتحقيقه لأهدافه يتناسب مع تطبيقه للحزم مع ذاته. 



-هناك عدة أسباب أدت إلى إذلال الذات سنتطرق لها الآن أهمها :


١. الفراغ:

إنَّ الفراغ مفسدة لكل شخص، وعندما لا يكون للمرء عمل يشغله عن ما هو غير مفيد، تبدأ الأفكار السلبية تحيط به، ومنها قد يصبح الشخص أكثر لوماً لنفسه وتحقيرها.


٢. عدم الثقة بالنفس والتأثر بكلام الآخرين:

إنَّ عدم ثقة الأفراد بأنفسهم وسهولة التأثير عليهم يجعلهم يميلون إلى الانطواء، وبالتالي التفكير بكلام هؤلاء الأشخاص لحدِّ الاقتناع بوجود الأخطاء لديهم، ممَّا يزيد  نسبة تعريض أنفسهم لجلد الذات.


٣. الانطواء:

إنَّ الانطواء يعدُّ من أهم المُسببات لجلد الذات وتحقيرها، فتنتج نتيجة الانطواء مشاكل نفسية كثيرة منها وأهمها جلد الذات الدائم، وذلك على عكس العزلة التي تعدُّ شيئاً إيجابياً يُمكن للإنسان مراجعة نفسه وتصحيح ما كان خطأً في الماضي.


4. تكرار الأفكار السلبية:

إنَّ مرض جلد الذات يأتي من الأفكار السلبية التي تُخيِّم على أفكار الأشخاص الذين يعانون مستقبلاً من جلد الذات نتيجة تكرار التفكير بهذا الأمر.


5. عدم الشعور بوجود الأمل:

عندما يفقد الشخص الأمل، يبدأ بجلد ذاته ولوم نفسه بطريقة تصل لحد إيذائها.



ماهي طرق تخلص من إذلال الذات؟ 


١.محاولة إشغال النفس بأمور مفيدة والابتعاد عن الأفكار السلبية.


٢.الاستعانة بالله في كل الأمور والتوكل على الله حق توكله.

الابتعاد عن الحوارات الداخلية التي تزيد من لوم الذات والظن السيء حول الذات.


٣.الإيمان بأنَّ المرء لا بدَّ أن يخطئ وأنَّ الخطأ وارد، والمحاولة من تحسين الذات والسعي وراء هذا الأمر.


٤.لا يجب التفكير كثيراً في الماضي وأحداثهُ، ويجب النظر نحو المستقبل.

٥.عدم مقارنة الذات بالآخرين، والإيمان بأنَّ لكُل شخص مهارات وإمكانيات، والسعي وراء تنمية المهارات.


٦.التسامح مع النفس ومع الآخرين.


٧.الحديث مع مدرب حياة أو طلب الاستشارة من طبيب نفسي سيساعدك كثيرًا بالتعامل مع المشاعر السلبية والتصالح مع الذات وإعادة شحن الطاقة واستعادة التوازن في حياتك. فلا تتردد بهذه الخطوة أبدًا.


٨.التوبة من الذنوب الكبيرة والصغيرة، فالتوابون يهدفون من خلال شعورهم بالذنب إلى تخليص النفس من آثامها، والعمل الجاد لتطهيرها، من خلال بناء الذات الجديدة والقادرة على العطاء.


٩.غير حوارك الداخلي وأوجد توازنًا،  فالطريقة التي تتحدث بها مع نفسك تلعب دورًا كبيرًا في نظرتك لذاتك. قف أمام المرآة كل يوم وعبر عن حبك لنفسك؛ تحدث مع نفسك بحب وتعاطف وتقبل وتسامح وإيجابية.



١٠.ابدأ في إسعاد نفسك والاعتناء بنفسك كل يوم ، وفصل نفسك عن الأصوات المزعجة من الطفولة التي حاولت ذات مرة التلاعب والإذلال والانتقاد باستمرار ؛

حاول أن تتكيف مع عيوبك ، وتحولها تدريجياً إلى مزايا. 


وفي الختام  يجب على الإنسان أن يحافظ على نفسه التي هي أمانةً لديه وعدم تعريضه للضرر والأفكار التي ترهق النفس، لذلك يعدُّ كُل ما يؤذي الإنسان مُحرماً، قال تعالى  ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ الإسراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق