meta charset='utf-8'/>

صادفتها بقلم الكاتبة المبدعة غدير وليد

 



ذات يوماً صادفتها في احد شوراع مدينتي المعروفة 

كان الجو بارداً مما ميز تلك اللحضة ارتدائها لكنزتها المفضلة في فصل الشتاء 

لكنها لم تتعرف ألي أكملت طريقها مارة بجانبي متفادية النظر لي

 بدت مشغولة بشاشة هاتفها التي كانت تضيئ وكأن هناك أمراً مهم  يشد تركيزها

قلتُ مخاطباً نفسي لعلها لم تنتبه 

فناديتها بأسمها...

ألتفتت ألي وكان شعرها الاسود الذي لطالما أحببتهُ  تلاعبهُ الرياح الباردة سرحتُ فيه لعدة ثواني متذكراً اللحضات التي كنت اعترف لها كم كنت مجنوناً بهِ

قاطع صوتها ابحاري في الماضي

-نعم يا سيدي؟ ناديت بأسمي هل تعرفني؟ كيف يمكن أن اساعدكَ؟

سيدي!!

ألا تتذكريني؟

-تأسفي لك لكن لا أعرف من انت

أنا....

اجتاح الصمت المكان تذكرت شيئاً...

أيمكن انها لا تريد أن تتذكرني!!

من اقول لها؟

أنا من تسبب بأذيتكِ لعدة سنين!

أم انا من خذلكِ وجعلكِ تتألمين!

من أنا؟

أسف يا سيدتي لأزعاجكِ

بعد اكمالي لهذه الجملة أدارت لي ضهرها أكملت طريقها عادت لأنشغالها بذلك الأمر المهم الذي يملئ شاشة هاتفها 

لكنني بقيتُ واقفاً متسائلاً 

هل تعمدت نسياني! وعدم التعرف ألي!

يحق لها ذلك

لازلتُ اتذكر كلماتها

"أن صادفتني يوما لا تنظر ألي أكمل طريقك بعيداً عني 

كفاكَ قتلاً لروحي احمل خيانتكَ و سر بعيداً  "

أتى هذا اليوم وهي التي أكملت طريقها بعيدةً عني وأنا من تمنى أن تُجيب ندائهُ لها

أنا من يترجى القدر جاثياً على قدميه نادماً لو أنه لم يخذلها يوماً ماكان ليرى الجفاء منها

أنا أستحق أن اكون منسياً على رفوف الذاكرة 


-أكمل طريقهُ منكسراً مطأطأ رأسه للأرض معاتباً نفسه بأنه يستحق العيش مع ذلك الندم 

لأنه لا يستحقها....



نسيان بعض الامور أحياناً راحة لعقولنا وهروباً من الألم 

لكننا دائما نتذكر العبرَ منها لنعيش بقوة 

✍️

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق