طفلةٌ للقوة أُمٌ للحياة بقلم الكاتب المبدع احمد الكردي
أنا التي خَلدتْ المآسي على خداي كالدمع...
عِشتُ طفولتي بألم و ذلك لم يكن كافياً ليرحم صغر سني...
سأحدثكم عن قصتي التي نسجت خيوطاً من الحزن في ذاكرتي الى الآن...
ولدتُ طفلةٌ بريئة في عام كانت فيهِ الحياة قاسيةٌ جدًا، في احدى زقاق العراق، ويا ليتني مُتُ قبل ولادتي..
نشأتُ داخل أسرة غنية جدًا ذات مالاً
وجاه تتكون أسرتي من أب كان سندًا لي وقت المِحن و أم كانت خيمة الجئ لها وقت ضعفي.
و اخً صغير السن كان ليس مجرد آخ بل كان صديقاً لي وقريبًا لروحي
و أخً يكبرني العمر من أمي و أبي لكنهُ كان كعدوٌ لي، انا البنت الوحيدة لهذهِ العائلة ، و كنت الطفلة الصغيرة اللطيفة التي لا تعرف ما هي مُعاناة الحياة.
كبرتُ و أصبحت في سن الرابعة عشر عام.
كنت أذهب الى المدرسة مثل أي انثى تمارس حق التعليم، ولكن اخي الأكبر سناً مني كان يحاربني منذ طفولتي ويمنعني من المواصلة
وانا لا اعلم لماذا؟
كان يختلق المشاكل معي كثيرًا، يعنفني، يسبني، يهددني، يعاملني ك فتاة من الشارع، لكنني لا أتكلم عن أي مشكلة الى أبي و أمي كنت اخشى المشاكل واخاف ان يؤذيني.
و في يوم من الأيام و انا في الرابعةِ عشرمن عمري اثناء خلود الكل للنوم نهضت من فراشي لأشرب القليل من الماء في المطبخ وفي الصدفة سمعت اخي الكبير يتكلم مع أبي و يقول له
:- ابنتك كبرت و يجب أن تتزوج لكي لا تأتينا بالعار عندما تكبر..
ياللهي ماهذه البشاعة في الكلام...
هنا كانت الصدمة ولا أعلم ماذا سوف أفعل..
كان مصر بتقنيع أبي على ان اتزوج..
بعد مرور أيام.....
جاء اليوم المظلم بالنسبة لي ..
جاءت الساعة السوداوية...
هنا تغير كل شي في حياة الطفلة البريئة ذات الرابعة عشر عام .
انسرقت طفولتي في هذهِ اللحظة
و تغيرت حياتي هنا.
زوجّني اخي من شخص كان قاسي للغاية، لا يجيد المسؤولية، كُل ما يهمهُ ان اعطي لهُ ما أملك...
كان شاب بعمر الرابعة والعشرون عام في ذلك الحين تزوجت و أرغمني على ترك الدراسة...
وضعوا على كتفي مسؤولية كبيرة للغاية
وانا صغيرة...
مرت الايام و مرت الأشهر و بدأت المشاكل الزوجية..
أصبحت حياتي قاسية بمعنى الكلمة..
بعد سنة واحدة من الزواج وأنا في عمر الخامسة عشر عام انجبرت على ان اعود الى أبي و أمي لأنني لا أستطيع تحمل معاملة زوجي لي...
أبي قرر أن يشتري لي منزل خاص و اسكن مع زوجي لأن منزلنا كان قديم ولا يصلح للعيش فيه...
وكذلك ربما تُحل المشاكل هكذا..
لأنها هدية من أبي...
أبي كان يظن أن زوجي يعاملني هكذا من ضغوط المعيشة...
وأنه سيتغير حالاً بعد عيشنا في المنزل الجديد...
لكن لم يتغير شيء...
كان يجب ان أكون قوية رغم صغر سني..
وكنت اتحدث مع أمي وأخبرها بماذا اعاني من ضرب، وقساوة، وعنف..
لكنها كانت تقول لي يجب أن تتحملي لأنهُ من المُعيب ان تتطلقي فكلام الناس لا يرحم..
و في عمر السادسة عشر عام انجبت طفلاً أي طفلي لأول
أصبحت أم ولكنِ مازلت طفلة، فكيف لي أن أربي واهتم بطفل؟
كان زوجي لا يعمل ولا يجلب اي مصدر للمال كي اربي طفلي، كان لا يشتري الحليب لأبني الذي هو أبنهُ ايضاً...
انا لا اريد أظلم طفولة ولدي مثل ما ظُلمت طفولتي..
كانت أمي تبعث لي بعض المصروف اليومي لي ولي إبني دون علم زوجي...
دامت هكذا حتى أصبح عمر إبني
عام..
و انا منهارة تمامًا لكن أبي و أمي كانوا سنداً لي بعض الشيء ..
في سبيل أن لا يُقال عني مطلقة...
و في يوم من الايام و انا منشغلة في أمور بيتي رن هاتفي وأذا بهِ رقم اخي و هو لم يتصل بي منذ سنين ..
أجبت :مرحبا اخي
: قال لي خبر
ويا ليتني لم أسمع الخبر ولم أجب على الهاتف.
قال:- اين انتي؟؟
أبي و أمي وقعوا في حادث سير وأبي توفي
وامي الآن حالتها خطرة وهي في المستشفى.
فصرخت : ماذا تقول ؟
هل انت مجنون انا أبي لم يتركني..
و امي لا تغيب عني ماذا تقول؟
اخي اخي اخي انقطع الاتصال..
فركضت مسرعه لأرى والدتي وهي
راقده في المستشفى..
وعندما وصلت كانت، أمي تنازع سكرات الموت...
كان يومًا مؤلم وقاسي رحلوا من كانوا سنداً وعوناً لي...
من سيحميني بعد الآن من كدمات الحياة، من اخي، من زوجي؟
طفله في عمر السابعة عشر عام و لدي طفل و تركوني كل من احبهم...
ماذا سوف أفعل هل علي أن اتحمل كل شيء ؟
مرت الأيام العصيبة على قلبي وأنا اندب على حظي من هذه الحياة.
بعد وفاه والّدي بدأ أخي الكبير يخطط لكي يأخذ المال والورث وكل شي لهِ وحده دون أن يفكر ببقية أخوته..
كانت أجواء بيتنا في تلك الأيام منهارة وأخي يفكر بلورث.
يال برود أعصابه..
وفوق كل هذا قال لي بأن لاازورهم أبدًا بعد موت والديّ هكذا فجأة ..
كنت أظن أن اخوتي سنداً وعوناً لي تماماً لكن كان العكس تماماً.
اخي الكبير كان همهُ الاول و الأخير ان ياخذ كل شي تركهُ ابي لنا ولا يفكر بأحد من إخوته .
لانه كان الوكيل الأول و الأكبر للعائلة.
أنا لم اتكلم عن أخي الصغير في هذهِ
وأنا أعلم ..
قد دار في بالكم أين هو؟
ولما لم أتكلم عنهُ؟
أخي الأصغر مني سناً كان مريض بمرض التهاب الكبد.
و بعد وفاة والديّ
أخي الكبير لم يعد يهتم بهِ ولا حتى ياخذه الي مراجعة الأطباء.
كنت اتوسل بأخي الكبير أن أراهُ وكان يطردني دائماً من أمام منزل أبي ..
وبعد مرور سبعة أشهر من وفاة والديّ.
فقدتُ اخي الصغير.
كان سبب اخي الكبير القاسي..
أنه كان متعمداً بأهمال وضعه الصحي...
بُترت كل أطرافي وأضحيت وحيدة.
بدأ أخي بعدها بالإجراءات القانونية لكي ياخذ كُل شيء .
وقد سُلب حقي.
حتى البيت الذي أهداني اياه أبي حاول أن يأخذهُ مني
لكن الأوراق القانونية التي بحوزتي اخفيتها لكي لا يسرقها أو يحاول التحايل على زوجي بجلبها له.
حالي بات كالورقة التي تسقط خريفاً
من شجرة وحيدة عَطشه ..
بقيت ابحث عن عمل لكي أجلب القوت لولدي رغم صغر سني وذبول زهرة طفولتي وشبابي...
وجدت عمل في أحد العيادات كسكرتيرة..
كنت أصطحب ولدي معي..
وفي ذات مرة رجعت، للبيت مبكراً ليس كالمعتاد لأن المراجعين كانو بعدد قليل...
عندمآ فتحت باب البيت لم يفتح كان محكم الغلق من الداخل فطرقتهُ...
اكثر من مره لم يُفتح الباب....
كان الأمر غريباً فأنا في كل مره افتحهُ بالمفتاح الذي بحوزتي...
هذه المرة كان الباب مغلق من الداخل ب العتلة
كانت أصابعي صغيرة فأستطعت أن افتح العتلة بأصبعي الصغير... لحسن الحظ كان أبني نائم فلم يخرج صوت..
فوضعته على الفراش الذي على مقعد الخشب في الصاله بهدوء...
وتوجهت الى غرفتي...
وأذا بي أرى منظراً شنيعاً للغاية...
كان زوجي يقوم بخيانتي وعلى فراشي...
ياله هذا الشيء القبيح...
لم اتكلم بشيء عندها لكي لا يستيقظ...
كنت أعلم انه شخص لا رجولة ولا مسؤولية...
التقطت صورة له وهو بهذا الوضع.
لكي لا يكذبني أمام المحكمة ...
أخذت ولدي...
وتوجهت للمحكمة واقمت شكوة ضدة وكسبت القضية والحمدالله...
أنا الآن.
في بيتي.
أنا وطفلي لوحدي.
من دون شخص يظلمني ويضربني ويرغمني على السكوت...
أنا الآن...
أعمل لكي يعيش ولدي حياةً تختلف تمامآ عن حياة والدته.
التي عاشت طفولة آليمه وقاسية..
ورأت اشياء بحياتها تكبرها عمراً..
وتحملت مالم تتحمله الجبال الشاهقة..
أنا الآن.. قوية بنفسي..
لأجل ولدي.
لكي لا تُسرق طفولتهُ مثلما سُرقت من أمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق