الطفل هو حصيلة التعامل بقلم الكاتبة المبدعة مريم رضا رحيم
مُهِمّة دور الأبوة و الامومة :
الطفل مثل نبتة صغيرة يثمر على قدر سقيك له، أنشأه في بيئة جميلة تلائم ضحكاته وملامحهُ البريئة وعفوية كلامه إسعى لأي شيئ يجمل روحهُ ليُزهر فيما بعد في كبرهِ،
لا تفكر فقط بجانب توفير المعيشة له والغذاء ولكن ضع كل الجوانب في شأنك،
هل ستكون بجانبهِ في تلك اللحظة التي يخطو بها اول خطواتهِ بالمشي و هل ستُمسك بيده خوفاً من أن لا يسقط؟
هل ستعلمه دروس الحياة قبل أن يخرج الى ذلك العالم المتحدي له؟
هل ستفهم تلك الملامح إن إنطوت وتفتح ذراعيك لأحتضانه؟
هل تكون لهُ الملاذ الدائم لحمايتهِ أم تكون أنت السبب بخوفه؟
هل تُقيد البهجة له بِفرضكَ عليه قوانين تُبعده عن الحياة أم تُرسخ في ذهنهِ كل العادات الإيجابية؟
هل تجعل البيت راحة بالنسبة له أم تجعل عودته من المَدْرسة إليه تُثقل روحه؟
هل تجعل يوم ميلاده فرحة بالنسبة لكَ وتتذكره بكعكة تتوسطها شمعة وتُهنئه بعد أن يُطفئها ممتناً لتذكرك له؟
هل تسعى لِئن تُتدخل البهجة لقلبهِ وتُلقي عليه طُرْفه إن رأيتهُ يوماً ليس على ما يُرام وبعدها تسألهُ:ماذا بكَ يا بُني؟ تكلم معي كصديق لكَ لنرفع تلك الحواجز بيننا،
هل يتعلق بك أولاً أم بصديقه الذي يعرف عنهُ كل شيئ ماذا يُحب وماذا يكره ؟
هل تكون معه إن أخفق في درساً ما وتشجعه بالأستمرار أم تُوَبّخه أمام إخوتهِ؟
هل تساعدهُ في تحقيق حُلمه الذي يريده هو وليس انت من تختاره ؟
هل ستكون موجود في لحظة تخرجهُ وتنظر إلى تعبك المثمر واقف على قمة النجاح و تصفق لهُ بكل فخر.
أنت المعلم الاول له:
الطفل عندما يخطأ بفعل شيئ ما أو عندما يفعل عكس ما تريد منه أو إذا لم يطع أوامرك،لا تجعله يرى منك شخصاً ثاني يلاحقه بالصراخ والتوبيخ والضرب وكأنك تراه مذنب بساحة غير ساحة عمره،فأنه صغير على هذه الحياة، فعينيه صغيره على دمعة وجسده صغير على صفعة وذهنه لا يتحمل إلا الكلمة الجيده،و بوادئ صفحات كتابه بيضاء و ينتظر منك أن تملئها بالنصائح والكلمات المعنية له،
لذا كن المعلم الاول له، ناديه بلطف ليجلس بجانبك كالحكيم الذي يعلمه دروس الصواب،أشرح له ما هي قواعد المرء؟
ضع خطاً واضحاً تحت الأخطاء التي يجب أن يتجنبها خاطبه بهدوء وأبتسامة حتى يشعر بأمان الكلام معك.
الطفل يقلد ما يراه:
كنت أتصفح في إحدى مواقع التواصل الأجتماعي وقد لفت إنتباهي مشهد تمثيلي قاما به زوجان وكأنه درس تعليمي لطفليهما حيث قام الأب بمساعدة الأم بعمل بسيط أثناء تنظيفها المنزل و رفع البساط المفروشه على الأرض حتى تزيل الغبار بالمكنسة وطفليهم الذي لا يتعدى الثلاث سنوات جالس بجانبهما يلعب بدميته من المرجح أنه يلاحظ المحيط ويلاحظ تعاون أبيه،
وبقي المشهد يتكرر عليه بين فتره وأخرى ،وفي إحدى الأيام كان الأب غير موجود وأظهرت الأم لولدها بأنها لن تستطيع رفع البساط و بقيت واقفة فقام هو برمي لعبته وركض نحو أمه ليساعدها.
نرى من هذا إن الطفل قلد سلوك أبيه،فالاطفال لا يفعلون ما نقوله بل يفعلون ما يرون منا،
لذلك أظهر كل ما هو جيد أمامه ،
فلا تقل له لا تكذب وانت تكذب أمامه،ولا تتلفظ أمامه بألفاظ غير جيده وتغضب منه إن لفظ مثلها،
و إحسن معاملة الجميع أمامه ليكون كذلك هو .
بيئة الطفل:
الطفل يفتح عينيه أولاً في بيئة تواجد فيها،
و سيصبح تركيبه وتشكيله حينما يكبر ماذا وفرت بيئته عندما كان صغيراً؟
فالأب و الأم عندما يظهرون خلافهم وصوتهم العالي
أمام طفليهما سيولد بداخله إن هذا المكان غير آمن بالنسبة له وسيشعره إن غضبهم هذا سيشمله أيضاً،
فمحدودية ذهن الطفل تختصر فقط في اللعب والضحك ويكون سعيد ومطمئن عند تواجد والداه أمامه وهما متفاهمان معاً،
فعندما يرى إن مائدة الطعام لا ينقصها صحن لأحدهم وإن كليهما بجانبه يمزحون ويتبادلون الحديت معه سيشعره إن روحه تذوقت الدفئ أولاً قبل دفئ الطعام الذي يتذوقه.
فلا تجعل بيئته يتخللها ضوضاء و إنما هدوء،ولا تجعله يكبر على أمور لا يقوى عليها ،
بل كن الظل الذي يحميه إن طرقت أشعة الشمس نافذة غرفته،
واليد الحنونه والحظن المحتوي إن تعثر يوماً،
وبكلام لطيف منك مطمئن إن خاف من حلم راوده.
خذه معك إلى طريق الله:
بلحظة صوت مئذنة الجامع يعلو بكلمة الله أكبر أطلب منه أن ينصت إلى هذا الصوت علمه بأن صوت الطمأنينة يكمن هنا،
قل له بأن هناك رب عظيم و رحيم علينا أداء له خمس صلوات في اليوم والتي فرضها علينا،
بلحظة نداء المؤذن بقوله حي على الصلاة شجعه بأن يؤجل كل شيئ
وقل له:تعال معي إلى طريق الخير طريق الله،وخذه معك أولاً ليتوضأ بطهاره،
ضع له سجاده بجانب سجادتك وعلى يمينكم كتاب الله ،
أبطأ كلامك أرفع صوتك أجعله يردد وراءك ليحفظ الخطوات جيداً، حتى و إن تأخرت عن عملك وأطلت الوقت فهذا من أجله ليكون صلاحه عند بلوغه ومن أجلك لتكون مؤدي أمانة الأبوة أو الامومة التي أعطاها الله لك.
ما إن تنتهي من صلاتك تكلم معه لدقائق إزرع في ذهنه معرفة أكثر وأصول وقيم وأجعل الكلام الذي تقوله مفيد له وقصة ذات حكمة وإنك تلقيها على مسامعه كمفاكئة له بعد كل صلاة ،
علمه بأن الدين معاملة وأن يحب لأخيه كما يحب لنفسه،وأن يدفع بالتي هي أحسن.
علمه أقوال رسول الأنسانية وأحاديثه العظيمة وأن يفعل ما يريد الله منه .
لحظات تبني أساس طفلك:
إذهب معه في أول يوم له في المدرسة، لتكون له كذكره جميلة لبداية مشواره.
لمره دعه هو من يختار إلى أين تكون وجهتكم عندما تريدون قضاء بعض الوقت خارج البيت.
أصطحبيه معكِ إلى المطبخ حتى يشعر بأنه يستطيع القيام ببعض الأمور التي يراها صعبة عندما يساعدكِ بشيئ بسيط وليشعر أيضاً بأهميته في المنزل.
شجعه لمره بأن يشتري لعبة لأخيه أو لصديقه عندما يشتري لنفسه حتى لا تكون صفة الأنانية في شخصيته .
أقضي معه بعض الوقت إن كنت مشغول طوال اليوم وأشعره بأنك قريب منه .
أعطيه قصة أو كتاب حسب عمره وليضمها ضمن رفوف إلعابه .
دعه هو من يختار ثيابه عندما تذهبون إلى التسوق حتى يشعر بأنه متعرف على ذاته .
عندما لا يريد تناول طعامه لا تجعل الحلوى طبق رئيسي له بل شجعه بأن يختار طعام صحي بصحن يرتبه بنفسه وكافئه بقطعة حلوى صغيره عندما ينهيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق