meta charset='utf-8'/>

ديجا فو بقلم الكاتبة المبدعة بتول عبد الكريم

 ""


صوت الأذان يرتفع بين الأزقة الضيقة ويدخل كل بيت قديم ومتهالك معلن للناس أنه وقت الصلاة ,ولكن بالنسبة للذي ينشر ذراعاه كنسر خائف على آخر فرد لعائلته من الهلاك كإنذار الغارة معلن عن الحرب التي لن تنتهي أبدا بعيون واسعة مشتتة يحاول فهم كيف آلت الأمور الى هذا المنعطف....استيقظ بأنفاس متقطعة وعرق يزين ملامح وجهه التي اذا لمحه أي شخص سوف يتنبأ أنه حظى بكابوس فضيع لن يرغب أحد في خوضه , ينظر الى يديه كيف لا تكف عن الارتعاش ,بتنهيدة طويلة عبر عن استيائه من هذا الوضع الذي أصبح يتكرر كأنه تحذير له عن أمر فضيع سوف يحدث لم يعرف كيف تهدأ أفكاره أو قلبه عن هذا الشعور الذي يصاحبه منذ لحظة استيقاظه ,ليس لي سوى أن أتحدث مع عزيز فهو صديقي وصندوق اسراري لعلي أزيل حمل هذا الشعور الفظيع الذي أمر به, أزحت عيني لكي تلتقط الساعة التي كانت دوما معلقة على هذا الحائط المتهالك والمليء بالتشققات , أن الوقت مناسب سوف أذهب اليه فورا , وانا بطريقي لكي ألبس اخر قطعة من الملابس التي احتاجها نده علي ابي مستغربا, الى اين انت ذاهب دون حتى ان تتناول شيئا يسندك , تبدلت ملامحي بعد سماعي لصوته الحنون ,لاطلق تنهيدة معبرة عن ارتياحي برؤيته, سوف اذهب الى عزيز يا ابي لدي أمر نسيت ان اتناقش به معه , رفعت نضري اليه أثار استغرابي عدم رده فرأيت ملامحه التي كانت بالفعل مليئه بالتجاعيد والتشققات كحال هذا البيت القديم ولكنها عابسة , اسوف تخفي عني ما يؤرق صفو حياتك يا امجد, نطق بنبرة حزينة قسمت قلبي الى نصفين اقتربت منه وقبلت رأسه ويده ,لو كان هناك شيء سوف يورق حياتي فهو كونك لا تأخذ ادويتك بانتظام يا ابي , رأيت علامات الانزعاج بادية عليه وهو يدفعني عنه , انت حقا لا تمل من تكرار نفس الكلام دائما الم اخبرك انني بخير ان هذا الطبيب لا يفهم أي شيء انا فقط شعرت بالإرهاق لذلك شربت الأعشاب لكي تعيدني الى حيويتي هذا كل ما احتاجه, ضحكت بصوت عالي , انا اسف ايه الطبيب على نصيحتك نسيت انك لديك خبرة في مجال الطب , قلتها وانا افتح باب البيت مسرعا للذهاب لأني اعرف أنه سوف ينهل علي بالاعتراضات ككل مرة بأنه يعرف حقا افضل من الطبيب الذي يسرق أمواله فقط,قادتني قدمي مباشرة الى بيته فهو الوحيد الذي يزيل حيرتي , ولكني لمحت من بعيد اشخاصا يتحدثون معه ويسلمونه شيء , وعندما لمحني أنها حديث بسرعة معهم لكي ينصرفوا, لكنهم رمقوني بنظرة غريب لم أعرف سببها , من هم ولماذا ينظرون الي هكذا , أنهم أصدقائي لا تعرفهم لابد أنك تتوهم فهم لا يعرفونك دعك منهم ما بك اتيتني في هذا الصباح الباكر هذه ليست عادتك, اعادني سؤاله الى هدفي الرئيسي بالوصول اليه , أنا في هم كبير يا عزيز , أتذكر الكابوس الذي اخبرتك به أنه يتكرر كل يوم كأنه لعنة وضعوها علي لكي تعكر علي حياتي, ما بك يا أمجد ألم اخبرك ان الذين وضعوا لك التهديد امسكتهم الشرطة ولم يعودوا موجودين في حياتك فما الذي يخيفك , لا أعرف حقا يا عزيز هل كوني امتلك معتقدات مختلفة عنهم يعيق سير حياتهم انا لم أوذي احد وكنت خير جار وعون للغريب فما بهم يتقصدوني وابي هذا الرجل الذي لا يملك سواء لسانه لكي يدافع به عن نفسه, ابتسم لي بعيون لطالما احسست بالأمان وانا انظر لها , لا تخف يا صديقي سوف تكون بخير فأنا معك, كانت ابتسامته وكلماته هيه منفذي الوحيد لكي اتجاهل بها كل هذه الكوابيس والتحذيرات التي ارعبتني...وها هو اليوم ينظر الي بذات العيون التي انزلت الراحة الى قلبي تملئني بالرعب والصدمة يحمل بندقية في نفس اليد التي كانت تطبطب علي لتطمئنني , كيف لك ان تكون انت مصدر خوفي يا عزيز الم تكن مصدر قوتي الم اكن لك خير صديق, لا بل كنت لك خير أخ كنت الجأ أليك لكي اختبئ من كابوس يلازمني فا أصبحت انت مهلكي, لا تأخذ الموضع بشكل شخصي يا أمجد ولكنك اخترت طريق عكس الذي نحن نريدك اليه, اما وقوفي اليوم بوجهك ليس سوا لحاجتي للنقود فأن لم أرد انا كان سوف يقف مكاني شخص اخر , انا اسف يا امجد ولكن التهديد الذي بعثناه لك الى أذن الظهر قد نفذ ليس امامنا حل اخر سوى تنفيذ الأوامر اسف , هذه اخر كلمة سمعتها بعد ان اخترقت الرصاصة اضلعي وتصبغت يدي التي كنت احمي بها والدي بالون الأحمر عندها تذكرت ان هذا المشهد رأيته من قبل ربما نفس الكابوس وربما ديجا فو, ابتسمت اخر ابتسامه لي كانت ابتسامه ارتياح من كل شيء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق