عبادة الترغيب والترهيب عن طريق اتخاذ الجنة والنار صفقة تجارية بقلم الكاتبة المبدعة رواء الموسوي
( )..
في هذا الموضوع سأحاولُ التلخيص و الاختصار إلى ما توصلتُ إليهِ في فكرة الجنة والنار والغاية منها من خلالِ نقطتين فقط:
#الأولى: هي أن الله تعالى أرادَ أن يُبينَ لنا نحنُ البشر أن الانسانَ بطبيعتهِ طماعٌ جشعٌ لا يَعملُ من ذاتهِ القلبية وإنما من ذاتهِ المادية التي تطمعُ بأخذِ الأجرِ والمقابلُ على افعالها.. تماماً مثل حماسِكَ وزيادة شغفك في العملِ حين تطمع بأخذ ترقية أو بزيادة الوارد المالي مكافأة على جهودك وعلى تمسكك بالقوانين التي تحرص على تطبيقها خوفاً من طردك أو حرصاً من أن يأخذ أحد مكانك.
النقطةالثانية: هي أن الله عز وجل أراد أن يبين لنا حلاوة المكافأة و لذة الجائزة التي ستحصل عليها تثميناً لجهودك أو تعطيها لعاملك بعد العمل الشاق والصبر، و التي تعطيك الحماس في تقديم كل ما عندك في سبيل نيل هذه المكافأة.
لكن/ انسان واحد رفض هذه السياسة بالعبادة وجعل هدفهُ وهمْهُ (الله) فقط وهو سيد العارفين علي بن أبي طالب (عليهِ الحب والسلام) حين قال:
" إلهي ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك لكني عبدتك لأنك أهلاً للعبادة"
استغنى كلياً عن المكافأة من الحبيب لأن هدفه هو الحبيب والمعشوق بحدِ ذاتهِ. والشغف في معرفته والوصول إليه، إلى من صَورهُ بهذه الصورة الاعجازية..
لهذا كانت عبادتي سابقاً هي طمع الجنة وكل همي أن اجتنب النار وأن طاعتي كانت خوفاً لا حباً لكني لم أكن اتلذذ بكل ما افعلهُ ولم اشعر بالقرب مثلما اشعر بهِ الآن لكن مع بعض الموجات الشديدة تعود السفينة لمسارها..
لذا اجعل عبادتك لله سبحانهُ وتعالى من ذاتك من عاشق إلى معشوق يتلهف إلى لقاءه ومقابلته وليس عبادة تجارة، رغم أنك تستحق مكافأة النعيم لاجتنبابك ما حرمهُ ولأن كففت اذاك عن الناس رغم أنك تستطيع إيذائهم...
وبالرغم من وضع الحدود ورسم كل اوصاف التعذيب الذي سيناله المجرمين والظالمين والمنافقين والكذابين، اجترأت النفس على سيدها..
والحمدُلله الذي جعل عذابهُ وانتقامه رحمة لمن لا ناصر له يأخذ حقه ولمن لا يرحمهُ أحد من العالمين..
هذا وإن كل ما سبق هو معرفتي الخاصة في فهم المطلوب لأن فكرة العبادة بوجود الجنة والنار لم تكن منطقية بالنسبة لي بل جَعَلَ فكرة الحياة سطحية وإلا لِمَ لم نستفد جميعاً من الطاعة لنيل الجنة؟! ولماذا كل هذا النزاع..
أرجو أن يكون الكلام بمثابة التفاته نافعة عسى ولعل تمهد الطريق للوصول للمعنى الحقيقي والعدو الحقيقي الذي يحول بيننا وبين معرفة الله.
" ولئن ادخلتني النار لأخبرنَّ أهل النار بحبي لك"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق