حفيد جدتي بقلم الكاتبة شهد حامد
(حفيد جدتي )
يُحكى ان هُنالك أمرآة كبيرة في السن تسكن مع احفاد ابنها الراحل بنفس المنزل
وكانت هيَ من تتولى معيشتهم
رُغم سِنها وضروف الحياة الصعبة
وبعد حقبة من الزمن أصابها الاملاق فتحولت ملامحها الى ورس متعب افجعتها الاوصاب ! ولم تجد القوت لمعيشتهم !
تحطمت تلك الرغبات بداخلها
وانكسر ذلك الغصن الرفيع من الشجرة
كانوا يوقضون جدتهم في كل ليله
جدتي جدتي !! اين العشاء ؟
لم تجد جواب لاقناعهم
كانت تخاطب الغِمام وتيقضها كل يوم..
في حيز مضلم ..في لباس رث لا يبالي !
لا بد ان يستمع لها ويطرق بابها ذات ليله
تداهمت الأزمات وانتزع الجذل !
في محطات منطفئة ،تحت سد غائر
اصبح قلبها مسترق ،
واحرفها كانت هباء
ثم ايقضت كليلا والدمدمه تلاحقها
ولم تجد الفجاج لحل مشكلتها
فعجت بصوت مرتفع ارتجفت له الابدان !!
وكأنها في شعاب لاتعرف اين انتهاء مسيرتها !
وفي صباح اليوم التالي ..
قامت الامرأه العجوز بمراجعه ذكريات ولدها الراحل ،والاطلاع على ماكان يفعله في الماضي من رسوم على الحائط وذكريات،
جاء حفيد الجده مسرعاً اليها
جدتي قد رأيت منام بأبي
اندهشت الجده وقالت :ماذا رأيت
قال: رأيت أبي في الجنه يا جدتي وحوله الكثير من الخضار والماء العذب وكل مما تشتهيه الأنفس وقال لي يا بني إني صبرت كثيراً وذقت مراره الحياه ومتاعبها لكنني لم استسلم لان ايماني بعز وجل كبير بأنه سيعوضني عن كل شيء ان لم يكن بالدنيا فالعوض بالاخره نتيجه تحملي وصبري واجتيازي امتحان جل جلاله وقد نلتُ رضاه بالاخره،
قال الولد: فاصبري يا جدتي لابد ان تفرج علينا فأن الله قادر على كل شي
فرحت العجوز ودمعت عيناها عند سماع حفيدها ثم نهضت تركع وتبكي وتتوسل بالله الرحمه والصبر والغفران في الدنيا حتى تلحق ولدها.
شهد حامد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق