الغرائز و خصائصها بقلم الكاتبة زهراء الفتلاوي
في البداية نأتي الى تعريف الغريزة بصورة عامة حيث تعني الغريزة مجموعة السلوكيات الفطرية الموروثة من جيل إلى جيل وهي تمثل النزعة السلوكية والآليات الفسيولوجية للحيوانات العليا وتوجد الغريزة في أشكال مختلفة كما إنها مميزة لكل نوع من أنواع الكائنات الحية. وتوجد هذهِ الغرائز داخل جينات الكائن الحي، ويقع مجال دراستها في عدة علوم كالبيولوجيا الحيوانية وعلم النفس وطب النفس والأنثروبولوجيا وعلم الإنسان وعلم الاجتماع والفلسفة وهي ليست شيئاً مكتسباً، بمعنى أنها شيء منقوش في الشفرة الجينية للكائنات الحية. وعندما نأتي الى اصول الغريزة ف تشير نظرية التطور إلى أن أصل الغرائز تطوري. ففكرة إحداث تغيير في جينات الكائن الحي بطريقة طبيعية هي عملية طويلة للغاية وتدريجية. ويمكن أن يكون هذا مرتبطاً بحقيقة أن الكائنات الحية الأفضل في البقاء والتكاثر هي التي سادت عبر التاريخ. وهذا يعني أن الغرائز التي عملت على تجنب الحيوانات المفترسة أو الحصول على مأوى وطعام هي التي ستنتقل إلى الأجيال التالية. وتشترك الحيوانات والبشر في بعض الغرائز ومنها غريزة البحث عن الطعام و غريزة المقاتلة و غريزة الوالدية و غريزة السيطرة وغيرها الكثير من الغرائز الاخرى المشتركة وللغرائز وظيفة رئيسية أساسية، وهي الحفاظ على الفرد من خلال مساعدته على التكاثر وبقاء نوعه على قيد الحياة يوماً بعد يوم. وكلما طالت مدة بقائه، كلما زادت فرص التكاثر وإنجاب ذرية. وهذا يعني أن جينات الكائن الحي ستبقى موجودة في الجيل القادم للحياة. وهناك عدة أنواع من الغرائز مثل غريزة الخوف وغريزة القلق وغريزة الغضب والإحباط وغريزة الذنب والغريزة الجنسية وغريزة الفضول و غريزة المقاتلة وبعض الغرائز الاخرى واهما هي هذه الغرائز الاتية التي تعتبر سر الحياه وهي: الغريزة الجنسية، وغريزة الخوف من الموت، وغريزة حب التفوق.
نأتي في البداية الي تعريف الغريزة الجنسية و يطلق عليها البعض الغريزة الحيوانية إمعاناً في ذمها وتحقيرها، وغالباً ما يجتهد المربون والمسؤولون بإدانتها والنهي عنها، وتهديد من يتجاوب معها، مع أنها هي عامل الإخصاب، فبدونها ينقطع النسل، وتخلوا الأرض من الأحياء عليها، من الحيوانات والناس، ولذلك جاءت القوانين والأعراف لا لتهاجمها، بل لتنظم تفعيلها.
اما الغريزة الثانية، غريزة الخوف من الموت، أو غريزة حب الحياة: هي من الغرائز المذمومة في الثقافات عموماً، وفي الثقافة العربية خصوصاً، وعند الناس عموماً، وعند الرجال خصوصاً، باعتبارها جبناً يخجل منه الرجال لأنه، وحسب الأعراف الاجتماعية في الشرق والغرب، ينقص من رجولتهم، وبذلك يكون النقيض، أي الشجاعة، صفة حميدة.
والغريزة الثالثة، غريزة حب التفوّق: هذه الغريزة مذمومة وممدوحة في ذات الوقت. ممدوحة عندما تسمى طموحاً، ومذمومة عندما تسمى أنانية، ولكنها في كل الحالات أهم عامل من عوامل تطور الحياة، و في ختام المقال اود ان اوضح ان الغرائز جزء من طبيعة الانسان وبيئته وليست شيء سلبي كما يعتقد البعض وخاصة المتديين فمن نافذتي هذه سأنظر إليها بموضوعية وهي أن الانسان مجموعة من الغرائز، ومن وظائف العقل أن ينظم علاقاتها وظهورها وكتمانها. ، فهي ليست شيء سلبي كما يعتقدون و وهنا يحسن أن نردد قوله تعالى في الآية 216 من سورة البقرة: “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ف الانسان وحده قادر على ان يتحكم في هذه الغرائز ويجعلها خيرا له من خلال التحكم في ضهورها بشكل ايجابي بدلا من جعلها شيء سلبي وتكون شرا له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق