احد نصوص الكاتبة المبدعة غدير وليد
أحداهن تروي قصتها فتقول:
أتذكر جيداً ذلك اليوم
أول يوماً لي التقيتُ به لا اعلم كيف يمكن أن اوصفَ شعوري لكنه كان كشعور النبتة عندما تسقيها وتنضر الى اوراقها الخضراء تتراقص مبتسمة، لا اعلم أن كان وصفي كافياً لكنه كان شعوراً مختلف وكذلك يوماً مختلف عندما جاء إلي لأول مرة وقال:صباحُ الخير يا آنستي هل لي بأوراق الملاحضات التي على دفتركِ لهذا اليوم؟
هل أقول نعم أم ارفض لماذا داخلي متناقض لا اعلم ماذا او كيف أُجيب على سؤاله رغم أن الاجابة سهلة
نعم ...نعم تفضل ..أخيراً نطق لساني
وبدأ الحديث بيننا تمنيت أن لا ينتهي فقد كُنت طيلة الوقت غارقة في تفاصيل الوجه والملامح الحادة نوعاً ما وطريقة نطقهُ للكلمات له نبرة صوت مميزة كآلة موسيقية ..اووه دعوني أعود بالحديث أين ذهبت...بدأت المحادثات بيننا استمرت لأسابيع الى أن وقعت... نعم وقعت وبدأت اغرق شيئا فشيئا داخل البحر الاسود الذي كنت أصف بهُ عيناه دائماً ...بدأت أنسج خيوط العشق بيننا الى أن امتدت لقلبهُ جعلني متعلقة بهُ أريدُ محادثتهُ وسماع الحان تلك الآلة الموسيقية عندما يبدأ بالحديث
كان ينطق أسمي بطريقة مميزة جعلتني أعشق حروفهُ ...لكن بعد ثلاثة أشهر تغير الوضع تماماً بدأت أوراق قلبي الخضراء تتساقط متناثرة على الأرض مع أننا لسنا في فصل الخريف!!! بدأ الهدوء يعم المكان وسكن البرود تلك المحادثة لم تعد تُسمع تلك الألحان ألا نادراً.... أردتُ أن احادثهُ عن الأمر أردتُ أن اخبرهُ كم تعلقت بهِ وكم أصبح برودهُ يقتل كل يوم جزئاً من روحي
وفي أحدى الليالي التي كان قلبي وسط معركة وحرباً مشتعلة مع عقلي وخرجَ بصعوبة منتصراً وأنا الضحية الحائرة التي خضعت لأمر قلبها وأعترفت بالمشاعر التي تسكن احشائها ...نعم أعترفت...
وياليتني بقيتُ صامتة ياليت عقلي هو من خرج منتصراً من أرض المعركة ..
قابلني بالبرود وبكلماتً قاسية كانت كالحجر يرمي بهِ قلبي...
أحياناً البوح بالكلمات يقتل أرواحنا دون أدراك مسبق وأنا بيدي من قتلتُ روحي
لكنني لستُ مذنبة هو من جعلني أُبحر بمشاعري بأتجاه قلبهِ هو من جعلني أقع في شباكهِ
عندما أدركتُ كم كُنتُ غبية عند اعطاء مشاعري وقطعتي لشخصاً غير مسؤول غير مبالي لمشاعر غيره لقوارب الحب التي غرقت وهي تُبحر بأتجاه قلبهِ لكنهُ أدراكً متأخر ...أوهمني بالحب
وعاد البرود يسكن المحادثة مرة اخرى لكن الضجيج داخلي لا يُسمع كنتُ ضحية لمشاعر بلهاء ..ضحية لمعركة دامت بعد الاعتراف شهراً كاملاً بين عقلي وقلبي الى أن خرجتُ منها دون قلب نعم دون قلب هذه المرة انتصر عقلي واعلن قلبي استسلامه وانطفأت نيرانه وبات باهتاُ مضلماً، صامتاً
أحياناً البوح يقتل ارواحنا
ويخلقٌ منا شخصاً آخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق