meta charset='utf-8'/>

الجمعة بقلم الكاتبة مريم علي

 



‏"أُراعي نُجوم اللَيلِ سَاهرةً باكِيةً 

يا غربةَ الروح في دنيا من الحجر

‏كأنّها النوم مغسولًا بهِ التعبُ

لا أُفُقٌ يَطير فيهِ خيالي ساعةَ السَّحَرِ

وأبوحُ بالدعاءِ والسجودةِ مرددةً ؛ 

وقضينا إليكِ ذلك الأمرِ

فأظلُّ بعد السجودِ أتوجعُ

أولم اسمع كل ما ادعوا بهِ

سمع الذي أعطى سَمعٌ أوسعُ

في مهجعِ الجُمعةِ أرومُ ضمادي 

‏الليلُ يعبثُ بالفؤادِ وكم لهُ 

صولاتُ حزنٍ صافناتُ جيادي

فأرجعُ بثقةٍ أنّ الدعاء بمأمنٍ

ما تاهَ صوتٌ أن ربيَّ يسمعُ

فكم سَهَرَتْ عيني نجيَّ الكواكبِ

وكم طُفتُ بالبيداءِ أطلبُ خُلَّةُ

ويذوبُ جَوزاءٌ ويسقطُ فَرقَدُ

‏ولربما تُطوى السماءُ وتَفنَدُ،

‏للّهِ صَبٌّ رِضا العيونُ غايتُهُ،

وغايةُ البلوى في أحضانها الحلمُ

الحزنُ صبرٌ والتَّصبُّرُ قطعةٌ

من نارِ حربٍ أُجِّجَتْ بِلطمَةٍ

وأرى الفراتُ ودجلةَ قد أصبحتْ

من بعدِ ثرةٌ تَضُنٌ وتَفَندُ

وأرى الجبالَ الراسياتْ أصابهَا

أمرٌ فصارتْ في كل صوب تُطْرَدُ

آتيتهُ والشوقُ يطعنُ والدموعُ جاهدةٌ

فما أرى إلا فؤادي بالمحبةِ يسطعُ

ما خبتُ حينَ غفلتُ في زمنِ الرخا 

أاخيبُ حينَ أتيتهُ متضرعا!

و يَخْبُو خلفَ اللياليَ فجرًا نائِمًا 

‏والغدُ يصحو ليجتاح الظلامُ

‏وغدًا تخضرُّ ارضي وتَزهرُ ، 

وأرى في مكانِ الشوكِ ورداً وخزامى.

مَرْيَمَ | الجُمعة ١١ آب ٢٤ مُحرم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق