سأرحل وحدي بقلم الكاتبة المبدعة سارة الحسني
رغم زحمة الناس
تركت هناك وحدي منسيا
رغم تعداد الوجوه حولي
كنت دوما وحيدا
ها انا جالس في زواية البيت
اتعفن مللا
يأكلني وحش التفكير كل ليلة
ويهبط سواد الليل ساكن تحت عيني
لأجده في الصباح يملئ جفني بالسواد
يراني غريب في الشارع فيسألني هل انت بخير اكذب واحمل نفسي ذنبا
يراني والدي ويقول لماذا لا تضحك
لايعلم ان الحياة انطفئت في داخلي
تراني امي اتعذب من الالم وتقول لا تقلق فأبن خالتك طبيب جيد
لا احد يعلم مصدر النار المتوقده في صدري يحرقون جوفي بكل برود ويقولون لي اضحك
الامر أشبه بحبس الطير وتطلب منه الغناء
كنت دوما اراهم حولي كثيرون
اصواتهم تتعالى وضحكاتهم تنتشر في ارجاء المنزل وانا وحدي جالس هناااك في زواية البيت
اشاهد فقط لم يأذنوا لي في الكلام
كنت لعبه بين ايديهم
وكنت دوما مختلف عنهم
كبرت وانا جالس في تلك الزاويه
اكتب واكتب وااكتب
واقرأ ما كتبت اقرأ احزاني في ورقة
اشاهدها وهي بعض حروف
اسقطها على الورق واختصرها ببعض الكلمات
ها انا اشاهد تلك الزاوية التي احتوتني لسنين وكأنها
عالمي المتروك المنسي
كانوا يمرون بجانبه ويتجاهلوه
كنت اشبه بفنان يعرض لوحاته في بلد حرم الفن
كنت اشبه بشاب يبيع الكتب في بلد أومي
كنت اشبه بأخرس يحاول ان يعبر عن الما لا يستطيع تحديد مكانه
كنت اشبه بكتاب متروك على الرف
كنت منسي طوال الوقت
كنت وحدي ومازلت وحدي وسأرحل وحدي......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق