meta charset='utf-8'/>

نوبة بكاء بقلم الكاتبة المبدعة كوثر الحسني


ينزل راكضاً يطوي السلالم طوياً بين قدميه، ثم يتهاوى ليكتشف فجأةً أن نبضه يتسارع بشكل هستيري .

يذود بإحدى الزوايا، وهناك في العتمة يتمنى لو أنه يتلاشى كأي شيء قابل للتلاشي والذوبان والاختفاء، كذوبان قطرة الفانيليا في كوب قهوة مثلاً ! يتمنى لو أنه لم يكن، لم يره أحد، ولم يسمع به مخلوق.

يبكي بحرقة دونما سبب .. 

أهي التراكمات حقاً ؟ أم أنها المبالغة ؟ 

أهو جلد الذات ؟ أم أنه الوهم ؟

أهي السلبية ؟ أم أنه التعب لا غير ؟

لا يعرف لبكائه سبب حقيقي، لكنه لا يريد لسيل دموعه أن يتوقف ، بل يريده أن يجرف بطريقه كل الرواسب ليتطهر، لينجو، لينقذ ماتبقى من روحه .. 

 وبعد نوبة البكاء هذه يكفكف دموعه ويهمّ ليكمل طريقه على غير هدى .. 

إن فكرة الإنسان الفولاذي الحديدي فكرة خرقاء لا وجود لها على أرض الواقع، فنحن أبناء الطبيعة نمر بذات الفصول التي يمر بها الشجر، ومن يدّعي أن حياته ربيعاً لا خريف فيها فهو ومن يصدقه أحمق، رسالتي اليوم إليك أيها الباكي بصمت، أقول : لست وحدك يامَن تتّخذ من زوايا السلالم المعتمة مخبأً سرياً لآهاتك.. كلنا بشكل أو بآخر نفعل الشيء ذاته، فلا تيأس.. 

يارب ارحمنا من ثقل هذه الأيام، يارب .



كوثر الحسني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق