من انا ؟ بقلم الكاتبة المبدعة فرقان رعد
جالس في غرفته المعتادة يطالع رسمته غير المكتملة وهو يفكر أي لون سيضيف واي تفصيلة سيظهرها اي الخطأ ؟ واين النقص ؟ وهو يطالع تلك اللوحة سمع صوتاً يقول :
_ مرحباً يا أسر
_ من اين هذا الصوت ؟!
_ انها انا لوحتك الناقصة
_ لوحتي ؟! كيف تتكلمين ؟!
_ او لا تريد ان تعرف ما ينقصني ؟!
_ بلا لكني مندهش لا اكثر , كيف للوحة صماء ان تتكلم ؟! هل انا احلم ؟!
قرص نفسه ليتأكد انه في الواقع وليس في الحلم
_ ما هذا انا احلم !! يا الهي لا بد انني جننت
_ لا تخف لم تُجن بعد
_ حسناً اذن تكلمي
_ ما الذي تعتقد انه قد ينقصني ؟! بما انني ذاتك الورقية
_ لا أعرف
_ هل جلست مع نفسك يوماً وسألتها , من انا ؟ ما هو مكنوني ؟ ما هي صفاتي ؟
_ لا , فقد كنت أعرف نفسي كيفما يخبرني به الاخرين انني اكون
_ اذن انت لا تعرف نفسك , كيف تريد اكمالي اذن ؟
_ ماذا افعل ؟
_ اجلس مع نفسك وسط جو هادئ وتعرف عليها , اعرف من تكون ؟
_ هل سأحبها مثلما احب هذه شخصيتي الحالية
_ هل تحب شخصيتك الحالية ؟
_ ماذا ؟!
_ سألتك هل تحب شخصيتك الحالية ؟
_ حقيقتاً لا أعلم ولكني تعلمت ان احبها
_ لا تتعلم , بل أعرف ماذا تريد حقاً
عم الهدوء صمتت اللوحة واخذ أسر يفكر بكلامها
_ انا حقاً لا اعرف من اكون فكل الصفات الي اعرفها قد اخبرني الناس بها فقط
قرر أسر ان يذهب الى مكاناً بعيداً عن الناس , ذهب في رحلة الى احد الجبال ليكون مع ذاته فقط ويتعرف عليها كانت تلك الرحلة مليئه بالطاقة التي تساعده على النقاهة وقبول الذات وحب النفس الحقيقة وليس التي جعلوه الناس يراها وبعد شهر رجع أسر الى منزله بعد تلك الرحلة المليئ بذاته ونفسه بعيداً عن ضجيج العالم .
دخل الى غرفته وجلس امام اللوحة مرة اخرى ويطالع بها ويتكلم معها على امل ان ترد عليه مرة اخرى
_ مرحباً يا لوحتي الجميلة , لقد سمعت كلامك وجلست مع نفسي وعرفتها واحببتها حقاً , لقد اكتشفت صفاتً لم يخبرني بها احد اكتشفت من انا , وماذا احب ,وماذا اكره , ومن اكون حقيقتاً , عرفت حقيقتي الجميلة , بنيت شخصيتي من جديد , الست فخورة بي ؟ انني عرفت ما ينقصك !
_ بلا انا فخورة جداً الان سوف اكتمل , لقد انتظرتك طويلاً ولكنه كان يستحق الانتظار .
اكمل اسر لوحته وزينها بأبها الالوان واجمل التفاصيل لتظهر للعلن بأبهى صورها.
فرقان رعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق